حقائق يجب معرفتها الزوجين

الحقيقة الأولى: الله بين الزوجين في العلاقات الزوجية الإسلامية:

باديء ذي بدء أهم فكرة في العلاقات الزوجية الإسلامية أن الله بين الزوجين، بمعنى أن الزوج المؤمن يعامل زوجته من خلال الله، ومن خلال الخوف منه، ومن خلال رجاء رحمته ومن خلال تطبيق منهجه، يخافه ويرجو رحمته ويطبق منهجه، الزوج المؤمن يغفر سلبيات زوجته ويتقرب إلى الله بخدمتها، والزوجة المؤمنة تغفر سلبيات زوجها وتتقرب إلى الله بخدمته، فإذا كان الله بين الزوجين سعد الزوجان.
العلاقات الأخرى في مجتمع شارد عن الله بعيد، العلاقة مباشرة الأقوى يسحق الآخر، ما دام هناك نفع من الزواج فالزواج قائم، فإذا انقطع النفع سقط الزواج، فرق كبير كبير بين زواج إسلامي مبني على أن كل طرف يعامل الطرف الآخر من خلال معرفته بالله، من خلال تطبيق منهجه، من خلال طلب جنته، من خلال الخوف من ناره، أما الطرف الآخر مبني على علاقة مباشرة، بل إن بعض المنظرين يقول الحضارة الإسلامية كلها مبنية على أن الله بين كل علاقتين.
والحضارة الأخرى مبنية على علاقة مباشرة فالقوي يأكل الضعيف والأعلى يسحق الأسفل، هذه حقيقة.

الحقيقة الثانية: هناك مرجعية في العلاقات الزوجية الإسلامية:

وهذه المرجعية تلغي الغالب والمغلوب، كتاب الله وسنة رسوله بين الزوجين فإذا تنازعا في شيء ردوه إلى الله ورسوله، إذا كان هناك تشريع من قبل الله عز وجل، هذا التشريع هو مرجع وهذا التشريع يلغي الغلبة، لا يوجد أحد غالب هذا أمر الله عز وجل، فلذلك الإنسان في ظل هذا النظام الإلهي يسعد بزوجته لأن الله له أمر وله نهي، فإذا طبقنا أمر الله عز وجل ليس هناك إنسان غُلب وإنسان غَلب، هذه الحقيقة الثانية.
المؤمن له مرجع، وأساساً المسلم حينما يطبق منهج ربه سبحانه وتعالى يشعر أنه في ظل الله، يشعر أن الله سبحانه وتعالى معه، يشعر أن الله متجلي عليه بالبركات والأنوار والخيرات والتوفيق والدعم من الله.

الحقيقة الثالثة: الله يتولى إنجاح الزواج في حال بُنيى على طاعة الله:

أنه ما من زواج يبنى على طاعة الله في الجزئيات ولو افتقر إلى مقومات النجاح إلا ويتولى الله في عليائه التوفيق بين الزوجين، وما من زواج يبنى على معصية الله ولو توافرت له كل أسباب النجاح إلا ويتولى الله التفريق بينهما.
يجب أن تبنى جزئيات العلاقات الزوجية، جزئيات الحياة الزوجية على طاعة الله عز جل وذكرت هذا كثيراً أن كل إنسان يشعر أنه يطبق تعليمات الخبير يقطف الثمار يانعة، أضيف إلى هذه الأسس في العلاقة الزوجية المرجعية، الله بين الزوجين، بناء تفصيلات الزواج على منهج الله عز وجل.

حقيقة الخامسة: يجب أن تُحل المشاكل بين الزوجين في بيت الزوجية:

هناك أربع عناصر بالعلاقة الزوجية وهناك عنصر خامس هذا العنصر الخامس هو أن بيت الزوجية المقدس، فلمجرد أن تخرج المرأة من بيت الزوجية غاضبة أو أن يخرجها زوجها إلى بيت أهلها غاضبة أي خروج من المرأة من بيت زوجها ما الذي يحصل؟ أصغر مشكلة تغدو أكبر مشكلة، فإذا بقيت المرأة في بيت زوجها أكبر مشكلة تغدو أصغر مشكلة، لأنه إن خرجت صار هناك أطراف عدة و تغذية معينة و تكبير رأس و تحطيم و تحدي كل هذا الزوجات في غنى عنه لذلك قال تعالى:

(لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً)

[سورة الطلاق]

ليس لها أن تخرج و ليس له أن يخرجها، فإذا بقيت في بيت الزوجية أكبر مشكلة لابد من أن تتلاشى، أما إذا خرجت أصغر مشكلة تتفاقم هذه قاعدة ثانية.
يوجد بين الزوجين خلافات، أولاً وطن نفسك أنه ليس في الأرض زوج تنطبق طباعه و أفكاره و رؤيته على طباع زوجته، هناك مسافة، إذاً البطولة لا أن تنعدم المشكلات و لكن أن نقف منها الموقف الكامل، هذه البطولة،
لذلك لو صار هناك خصومة أو منازعة هناك من تمتد بهم هذه المنازعات أياماً و أسابيع و أشهر و هذا إتلاف للحياة الزوجية، أما الأكمل أن نجعل أمد النزاع أقصر أمد على الإطلاق، عبرت عنه بالشكل التالي: إذا خرجت من البيت تعود و كأن شيئاً لم يكن، إذا نمنا استيقظنا و كأن شيئاً لم يكن، فإذا اتفق الزوج و زوجته على أن أي خلاف بينهما يجب أن ينتهي بمرور مرحلة زمنية قصيرة جداً، مرحلة الخروج و العودة، أو النوم و الاستيقاظ، بهذه الطريقة تغدو الحياة سعيدة، و أحياناً هناك مشكلة قد تزيد العلاقة متانة و قد تزيد الصلة بشاشة، هذا كله من قبيل رعاية مبادئ الشريعة في العلاقة بين الزوجين،

 السادسة: النظر إلى الجوانب الإجابية في الزوجة:

هناك شيء آخر: أن الإنسان أحياناً بعد فترة من الزواج ترتفع الكلفة و يصمت الرجل عن مدح زوجته و تصمت هي عن مدح زوجها و تغدو حياة رتيبة مملة لا معنى لها، هذا من عدم حكمة الزوج فهذه التي ترعى أولادك،
مرة أحد الأعراب شكا زوجته إلى عمر، طرق الباب فسمع صياحاً فولى هارباً، سيدنا عمر فتح الباب فرأى الرجل بعيداً، يا أخا العرب تعال، لماذا رجعت؟ قال جئتك أشكو مما أنت منه تشكو، نفس المشكلة عندك، قال له: يا أخي هذه الزوجة ترعى أولادنا و تهيئ حاجاتنا فبين له الناحية الجيدة،
وأنا مرة أخ شكا لي زوجته و كان على وشك أن يطلقها، استدرجته قلت له تخونك فقال لي: معاذ الله، طاهرة عفيفة، سألته طبخها سيء؟ قال لي: لا و الله طبخها جيد، غير نظيفة؟ قال لي لا إنها نظيفة جداً، و من غير أن يشعر ذكر كل ميزاتها ثم استحيا من نفسه، فدائماً كن موضوعياً، لا تتعامى عن ميزاتها و ينبغي أن لا تتعامى عن ميزاتك.
أخوانا الكرام:
الزواج نعمة من الله و هو من أكبر النعم، فمن أساء إلى زوجته أو من أساءت إلى زوجها تكفر هذه النعمة، و البناء صعب و التخريب سهل، أي ألف تصرف ذكي و حكيم يشدها إليك و تشدك لها و تصرف واحد أحمق هذا يخرب العلاقة بينكما، إذاً أيضاً من حكمة الإنسان أن يسعد في بيته، لذلك قال تعالى:

(فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)

[سورة النساء]

رجل تزوج امرأة في عصر التابعين يبدو أنها لم تعجبه، ندم أشد الندم و شعرت عليه بذلك فقالت يا فلان: قد يكون الخير كامناً في الشر، بقيت هذه الكلمة ترن في ذهنه ثم هام على وجهه عشرين عاماً هكذا القصة، عاد إلى المدينة فدخل إلى المسجد فرأى درساً يلقيه شاب حوله آلاف مؤلفة، قال: من هذا؟ قالوا: هذا أنس بن عامر، هو عامر ابنه، قال له: قل لأمك إن في الباب رجلاً يقول لك: قد يكون الخير كامناً في الشر، قالت: يا بني هو أبوك،
أي الله عز وجل علمنا أن مصلحة الإنسان، مصلحة الزوجة و الأولاد فوق كل شيء، فالإنسان حينما يرضى و حينما يقبل بقضاء الله و قدره عندئذ ربنا عز وجل يسبغ على هذا الزواج سعادة ما بعدها سعادة،

السابعة: بيت الزوجية مؤسسة ولا بد لها من قائد:

هو أن هذا البيت مؤسسة، و ما من مؤسسة على وجه الأرض إلا و تحتاج إلى قائد، فالله سبحانه و تعالى لحكمة بالغة قال:

(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً)

[سورة النساء]

هذه آية لا ينتبه لها أحد، فضل بعضهم على بعض ليس معنى هذا أفضل منك، معنى ذلك أنها أفضل منه في حالات و في قضايا و هو أفضل منها في قضايا، ففي شؤون العاطفة و العناية بالبيت و بالأولاد هي أفضل منه، و في شؤون الرؤيا و القيادة هو أفضل منها فقال فضل بعضكم على بعض و ليس معنى هذا أنه يوجد طرف مفضل، معنى ذلك أن كل طرف مفضل و فاضل كل طرف، فالرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و ليس بما فضلهم على النساء كلا، بل بما فضل بعضكم على بعض، و بما أنفقوا من أموالهم فالقوامة من الرجل إلا أن هذه القوامة لا تعني أنه كل شيء و هي لا شيء قال تعالى:

(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

[سورة البقرة]

أي إذا كان بالمراتب العسكرية هناك لواء فهي ليست جندي بل هي عميد، رتبة واحدة هذه المرتبة هي مرتبة القيادة، لا بد من قائد للمركبة، الشيء الثاني: هذا لا يمنع أن نتشاور و الدليل على ذلك قال تعالى:

(وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ)

أي تنصحها و تنصحك، و تأمرها و تأمرك، و الحياة حركة إلى منتصف الطريق، هناك مثل واضح هو: أنك هنا و أنا هنا لا بد من أن أصل إلى نصف الطريق إليك و لا بد من أن تصل إلى نصف الطريق إلي بهذه الطريقة يلتقي الأطراف،

الحقيقة الثامنة:المعاملة بالمثل:

حقيقة الثامنة:المعاملة بالمثل:

المعاملة بالمثل، أي إذاً كنت تتمنى أن تحترم أهلك فاحترم أهلها، كنت قلت:
هناك ثلاثة آباء، أب أنجبك و أب زوجك و أب دلك على الله، فالذي زوجك أب فإذا عاملت والد زوجتك كأنه أبوك و إذا عاملت أم زوجتك كأنها أم، و إذا عاملت والد زوجها كأنه أب و أم زوجها كأنها أم صار الوئام، كما أنك تحرص على إرضاء أمك تحرص على إرضاء أمها،
المؤمن منطقي يعامل الناس كما يحب أن يعاملوه، أما هو يجب أن تحترم أهله إلى أعلى درجة و هو يسيء إلى أهلها هذا إنسان عنصري غير موفق و غير منطقي و لا يستحق أن يسعد في زواجه، إذا كنت أنت منطقياً قال عامل الناس كما تحب أن يعاملوك،

الحقيقة التاسعة:التصحيح:

هذه بعض النقاط الدقيقة التي يمكن أن يبنى عليها نجاح الزواج، والإنسان إذا كان أخطأ سابقاً في زواجه يجب أن يؤمن بالتصحيح، ممكن كل شيء أن يتصحح، كم من زواج بني على فساد و صار هناك شقاق و نفور و كان على وشك الطلاق ثم صح الزوج و اصطلح مع الله و استقام على أمره فإذا هو إنسان آخر يجب أن تؤمن بقوله تعالى:

(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)

[سورة الأنبياء]

وأيضاً نقول لك و أصلح الله لك زوجك، إصلاح الزوج و الزوجة شيء ممكن مائة في المائة، و كل بيت قال تعالى:

(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)

[سورة طه]

كل بيت تؤدى فيه الصلوات، و كل بيت فيه ذكر لله عز وجل، هذا البيت مبارك، و ذكرت لكم:
يَقُولُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ وَلا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ

والحمد الله رب العالمين

المشاكل التي يوجهها الزوجان خلال السنوات الخمسة الأولى من الزواج

ما هي المشاكل التي يوجهها الزوجان خلال السنوات الخمسة الأولى من الزواج؟ #اختلاف_الطبائع_١ وتعني اختلاف الطبائع والأمزجة بين الطرفين وخصو...